عن المشروع
امتلأت وسائط الإعلام خلال السنوات الأخيرة بمعلومات ومقالات عديدة عن الرجال العزّاب الذين هاجروا إلى أوروبا. ويوجد هنا افتراضات ضمنيّة على أن الرجال العزّاب الوحيدين، أي دون عائلتهم الأصلية بقربهم، يشكّلون مشكلة للمجتمع الذي يستقبلهم، خاصة فيما يتعلق بخطر الاعتداءات الجنسية. ولكن إذا قام المرء بصفته زبون وسائل الاعلام بالبحث عن المزيد من المعلومات أو البحوث العلمية حول هذا الموضوع، فإنه لا يجد اليوم إلا عدداً قليلاً جداً من الدراسات عن هؤلاء الرجال.
قمنا في هذا المشروع بابتكار مصطلح الرجال العزّاب متعددي الجنسيات (بالانكليزية transnational bachelors): وهم رجال بصفتهم عزّاب لهم ارتباط بعدة سياقات وبلدان، بما أنهم مهاجرين. ستتم الدراسات الإثنوغرافيّة في أربع مجموعات من هؤلاء الرجال العزّاب: بنغلاديشيون ورومانيون في إيطاليا، وسوريون وبولنديون في السويد. قد تظهر العزوبية متعددة الجنسيات تحت أشكال مختلفة بناءً على البلاد التي هاجر منها الرجال، من جملة أمور أخرى، وبناءً أيضاً على الآراء والنظرة إلى الهجرة في البلدان المستقبلة، وهي عوامل تختلف بين الحالات الأربعة التي تم اختيارها. ما يهمنا بصورة خاصة في هذا المشروع هو تحليل وفهم العلاقة بين عزوبية الرجال وشعورهم بالانتماء إلى سياقات مختلفة، وكيفية فهمهم لعائلاتهم وعلاقاتهم بها، وكيف يسافرون بين البلدان وفي داخلها، وما هي العلاقة بين العزوبية متعددة الجنسيات وشعورهم بالرجولية.
نحن نستعمل طريقة إثنوغرافيّة للتحقيق عن الرجال العزّاب متعددي الجنسيات، من بينها ملاحظة المساهمين والمقابلات وتحليل الوثائق. يظهر من البحوث السابقة من جملة أمور أخرى أن الرجال العزّاب متعددي الجنسيات غالباً ما يكون لديهم أنواع مختلفة من الأنشطة أو أماكن التجمع، ومن خلال تحديد هذه الأماكن والأنشطة نعتقد أن ذلك سيسهّل علينا العثور على مجيبين للمشروع. سوف نقوم في المشروع بتحديد إثنوغرافيات المجموعات الأربعة بطريقة مشابهة لكي يمكن إجراء مقارنات بين النتائج.
وعند إنهاء المشروع نأمل أن تساهم الدراسة في إعطاء صورة أعمق وأكثر تنوعاً عن الرجال العزّاب متعددي الجنسيات بالنسبة لما هو متاح الآن في وسائط الإعلام والبحوث العلمية.